شبكة عالم المصارعة
اهلا بك هذه الرسالة تقول انك غير مسجل يشرفنا ان تنضم الى اسرتنا
شبكة عالم المصارعة
اهلا بك هذه الرسالة تقول انك غير مسجل يشرفنا ان تنضم الى اسرتنا
شبكة عالم المصارعة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة عالم المصارعة

لكل من يعشق المصارعة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
اعزائي الزوار للمنتدى نرجو التسجيل في المنتدى لكل يضيء منتدانا بالزوار الطيبين وشكرا

 

  قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( كاملة ) ارجو التقيييم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
SeRixX
رئيس الشبكة
رئيس الشبكة
SeRixX


عدد المساهمات : 411
نقــــــــــــــــــــاطـــــــــــي : 529
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 24/07/2011
العمر : 26
الموقع : http://vb.wwearab.com/

 قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( كاملة ) ارجو التقيييم Empty
مُساهمةموضوع: قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( كاملة ) ارجو التقيييم    قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( كاملة ) ارجو التقيييم Icon_minitime1الخميس ديسمبر 29, 2011 12:44 pm

وفاة عبد الله والد الرسول صلى الله عليه وسلم»
اختار عبد المطلب لولده عبدالله آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب
وهي يومئذ تعد أفضل امرأة في قريش نسبا وموضعا، وأبوها سيد بنى زهرة نسبا
وشرفا، فتزوجها عبدالله في مكة وبعد قليل أرسله عبد المطلب إلى المدينة
يشتري لهم تمرا،فدخل المدينة وهو مريض، فتوفي بها ودفن في دار النابغة
الجعدي، وله إذ ذاك خمس وعشرون سنة، وكانت وفاته قبل أن يولد رسول الله صلى
الله عليه وسلم ولما بلغ نعيه إلى مكة رثته آمنة بأروع الأشعار. وجميع ما
خلفه عبدالله خمسة جمال وقطعة غنم ،وجارية حبشية اسمها بركة وكنيتها أم
أيمن، وهي حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
****************
ولادة الرسول صلى الله عليه وسلم
ولد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بشعب بنى هاشم بمكة في صبيحة يوم
الإثنين التاسع من شهر ربيع الأول ،لأول عام من حادثة الفيل ولأربعين سنة
خلت من ملك كسرى أنوشروان ،ويوافق ذلك العشرين أو الثاني والعشرين من شهر
إبريل سنة 571 م (إحدى وسبعين وخمسمائة). ويقال إن آمنة بنت وهب أم رسول
الله صلى الله عليه وسلم كانت تحدث: أنها أتيت حين حملت برسول الله صلى
الله عليه وسلم فقيل لها: إنك قد حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع إلى الأرض
فقولي: أعيذه بالواحد من شر كل حاسد! ثم سميه محمدا. ورأت حين حملت به أنه
خرج منها نور رأت به قصور بصرى من أرض الشام. وقد روي أن إرهاصات بالبعثة
قد وقعت عند الميلاد فسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى وخمدت النار التي
يعبدها المجوس وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت (أي جف ماؤها)
استقبل "عبد المطلب" ميلاد حفيده باستبشار، ولعله رأى في مقدمه عوضا عن
ابنه الذي توفي في ريعان شبابه، فحول مشاعره عن الراحل الذاهب إلى الوافد
الجديد يرعاه ويغالي به. ومن الموافقات الجميلة أن يلهم "عبد المطلب" تسمية
حفيده "محمد". إنها تسمية أعانه عليها ملك كريم. ولم يكن العرب يألفون هذه
الأعلام، لذلك سألوه لم رغب عن أسماء آبائه؟ فأجاب: أردت أن يحمده الله في
السماء، وان يحمده الخلق في الأرض، فكأن هذه الإرادة كانت استشفافا للغيب،
فإن أحدا من خلق الله لا يستحق إزجاء عواطف الشكر والثناء على ما أدى
وأسدى كما يستحق ذلك النبي العربي المحمد.
****************
الرضاعة
أول من أرضعت الرسول صلى الله عليه وسلم من المراضع بعد أمه كانت ثويبة
مولاة أبي لهب بلبن ابن لها يقال له مسروح، و كانت قد أرضعت قبله حمزة بن
عبد المطلب وكانت العادة عند أهل الحضر من العرب (خلاف البدويين) أن
يلتمسوا المراضع لأولادهم، ابتعادا لهم عن أمراض المدن؛ لتقوى أجسامهم،
وتشتد أعصابهم، ويتقنوا اللسان العربي في مهدهم ، فالتمس عبد المطلب لرسول
الله صلى الله عليه وسلم المرضعات، واسترضع له امرأة من بني سعد بن بكر ـ
وهي حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية ـ وكان زوجها الحارث بن عبد العزى المكنى
بأبي كبشة من نفس القبيلة . وإخوته صلى الله عليه وسلم هناك من الرضاعة
عبدالله بن الحارث وأنيسة بنت الحارث، وحذافة أو جذامة بنت الحارث (وهي
الشيماء) وكانت تحضن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو سفيان بن الحارث
بن عبد المطلب ،ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد رأت حليمة من
بركته صلى الله علية وسلم ما عجبت منه أشد العجب . كانت حليمة تحدث أنها
خرجت من بلدها مع زوجها وابن لها صغير ترضعه، في نسوة من بني سعد لجلب
الرضعاء، وذلك في سنة مجدبة شديدة، خرجت على أنثى ............ بيضاء،
ومعهم ناقة ليس فيها قطرة لبن، وأنهم لم يناموا طوال الليل من بكاء الصبي
من الجوع، وليس في ثديها ما يكفيه، وما في الناقة ما يغذيه، وبسبب ضعف
الأتان التي كانت تركبها حليمة فقد تأخرت عن باقي المرضعات حتى ضايقهم ذلك،
حتى قدموا مكة، فما منهن امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه
وسلم فتأباه إذا قيل لها إنه يتيم، وذلك أن كل واحدة منهن كانت ترجو
المعروف من أبي الصبى، فكانت تقول: يتيم! وما عسى أن تصنع أمه وجده!. وفي
نهاية اليوم لم تبق امرأة ليس معها رضيع، إلا حليمة، فلما هموا بالانصراف
قالت حليمة لزوجها: والله إني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ولم آخذ رضيعا،
والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه! قال: لا عليك أن تفعلي، عسى الله أن
يجعل لنا فيه بركة. قالت: فذهبت إليه فأخذته، وما حملني على أخذه إلا أني
لم أجد غيره فلما أخذته رجعت به إلى رحلي، فلما وضعته في حجري أقبل عليه
ثدياي بما شاء من لبن؛ فشرب حتى روي، وشرب معه أخوه حتى روي ثم ناما، وما
كنا ننام منه قبل ذلك. وقام زوجها إلى ناقتهم فإذا ضرعها مليء باللبن، فحلب
منها و شرب، وشربت معه حليمة حتى انتهيا ريا وشبعا، فبات الجميع بخير
ليلة! فقال زوجها: تعلمي والله يا حليمة لقد أخذت نسمة مباركة! فقالت:
والله إني لأرجو ذلك. ثم خرجوا وركبت حليمة الأتان العجفاء التي أتت عليها،
وحملت النبي صلى الله عليه وسلم معها، فسبقت جميع المرضعات، حتى إن
صواحبها ليقلن لها: يا ابنة أبي ذؤيب، ويحك أربعي علينا (أي تمهلي) أليست
هذه أتانك التي كنت خرجت عليها؟ فتقول لهن: بلى والله إنها لهي ! فيقلن:
والله إن لها لشأنا! ثم قدموا منازلهم من بلاد بني سعد، وليس في أرض الله
أجدب منها؛ فكانت غنم حليمة ترعى وتعود شباعا مملوءة لبنا، فيحلبون،
ويشربون، وما يحلب إنسان قطرة لبن، ولا يجدها في ضرع، حتى كان قومها من بني
سعد يقولون لرعيانهم: ويلكم، اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب، فتروح
أغنامهم جياعا ما فيها قطرة لبن، وتروح غنم حليمة شباعا تمتلىء لبنا. ولم
تزل حليمة وأهلها يأتيهم من الله الزيادة والخير حتى مضت سنتا الرضاعة
وفصلته (أي فطمته). وكان صلى الله عليه وسلم يشب شبابا لا يشبه الغلمان،
فلم يبلغ سنتيه حتى كان غلاما فتيا، فقدموا به على أمه وهم أحرص شيء على
مكثه فيهم؛ لما كانوا يرون من بركته، فقالت حليمة لأمه آمنة: لو تركت بني
عندي حتى غلظ، فإني أخاف عليه وباء مكة؟ وأخذوا يلحون عليها حتى ردته معهم،
فرجعوا به.
*******************
حادثة شق الصدر
»
بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني سعد، حتى إذا كانت السنة الرابعة
أو الخامسة من مولده وقع حادث شق صدره. روى مسلم عن أنس أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم أتاه جبريل، وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق عن
قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله
في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه (أي أغلق قلبه) ثم أعاده إلى مكانه،
وجاء الغلمان يسعون إلى أمه (يعني مر ضعته) فقالوا: إن محمدا قد قتل. تقول
حليمة: فخرجت أنا وأبوه نحوه فوجدته قائما منتقعا وجهه، فالتزمته (أي
فاحتضنته) والتزمه أبوه، فقلنا: مالك يا بني؟ قال: جاءني رجلان عليهما ثياب
بيض، فأضجعاني وشقا بطني فالتمسا فيه شيئا لا أدرى ما هو؟ فرجع به إلى
خبائنا وقال لي أبوه: يا حليمة، لقد خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب
فألحقيه بأهله قبل أن يظهر ذلك به، فاحتملناه فقدمنا به على أمه؛ فقالت: ما
أقدمك به يا ظئر (الظئر: المرضعة) وقد كنت حريصة عليه وعلى مكثه عندك؟
فقلت: قد بلغ الله بابني وقضيت الذي علي، وتخوفت الأحداث عليه، فأديته إليك
كما تحبين. قالت: ما هذا شأنك فاصدقيني خبرك. فلم تدعني حتى أخبرتها.
قالت: أفتخوفت عليه الشيطان؟ قلت: نعم. قالت: كلا والله ما للشيطان عليه من
سبيل، وإن لبني لشأنا، أفلا أخبرك خبره؟ قلت: بلى. قالت: رأيت حين حملت به
أنه خرج مني نور أضاء قصور بصرى، من أرض الشام، ثم حملت به فوالله ما رأيت
من حمل قط كان أخف على ولا أيسر منه، ووقع حين ولدته وإنه لواضع يديه
بالأرض، رافع رأسه إلى السماء، دعيه عنك وانطلقي راشدة[
***************
تـــــابع وفاة آمنة أم الرسول صلى الله عليه وسلم وكفالة جده له
»
رأت آمنة وفاء لذكرى زوجها الراحل أن تزور قبره بيثرب فخرجت من مكة قاطعة
رحلة تبلغ خمسمائة كيلو مترا ومعها ولدها اليتيم ـ محمد صلى الله عليه وسلم
ـ وخادمتها أم أيمن ،وقيمها عبد المطلب، فمكثت شهرا، ثم رجعت، وبينما هي
راجعة إذ يلاحقها المرض، ويلح عليها في أوائل الطريق، فماتت بالأبواء بين
مكة والمدينة. وعاد به عبد المطلب إلى مكة ،وكانت مشاعر الحنان في فؤاده
تزيد نحو حفيده اليتيم ، الذي أصيب بمصاب جديد نكأ الجروح القديمة ، فرق
عليه رقة لم يرقها على أحد من أولاده ، فكان لا يدعه لوحدته ، بل يؤثره على
أولاده ، وكان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة ، وكان بنوه يجلسون حول
فراشه ذلك حتى يخرج إليه لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالا له ، فكان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يأتي وهو غلام صغير حتى يجلس عليه ، فيأخذه أعمامه
ليؤخروه عنه ، فيقول عبد المطلب إذا رأى ذلك منهم : دعوا ابني هذا فوالله
إن له لشأنا ثم يجلس معه على فراشه ،ويمسح ظهره بيده ويسره ما يراه يصنع.
ولثماني سنوات وشهرين وعشرة أيام من عمره صلى الله عليه وسلم توفي جده عبد
المطلب بمكة ، ورأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة حفيده إلى عمه أبي طالب شقيق
أبيه .
*************

وفاة جده وكفالة عمه »
نهض أبو طالب بحق ابن أخيه على أكمل وجه ،وضمه إلى أولاده ، وقدمه عليهم ،
واختصه بفضل احترام وتقدير ، وظل فوق أربعين سنة يعز جانبه ، ويبسط عليه
حمايته ،ويصادق ويخاصم من أجله وظهرت بركة محمد صلى الله عليه وسلم وهو مع
عمه في مواقف عديدة منها هذا الموقف: فقد حدث أن أصاب مكة جدب ، فقال بعض
كبراء قريش لأبي طالب، يا أبا طالب أقحط الوادي، وأجدبت البلاد، فهلم نستسق
فقال أبو طالب: نعم هلم بنا، فأحضر محمدا صلى الله عليه وسلم ليستسقي
للقوم، وأخذ أبو طالب النبي صلى الله عليه وسلم وألصق ظهره بالكعبة، ثم
أمسك بيديه ورفعهما إلي السماء ودعا، وبعد أن كانت السماء خالية ليس فيها
سحابة واحدة، إذا بالسحاب يقبل من هنا وهناك ويملأ السماء، وإذا بالمطر
يفيض على الوادي كله. وإلى هذا أشار أبو طالب حين قال: وأبيض يستسقى الغمام
بوجهه. وقد حج أحدهم في الجاهلية فإذا به برجل يطوف بالبيت وهو يرتجز
ويقول: رب رد إلي راكبي محمدا رده إلي واصطنع عندي يدا فقال:من هذا؟
فقالوا: عبد المطلب بن هاشم، بعث بابن ابنه محمد في طلب إبل له ولم يبعثه
في حاجة إلا نجح فيها، وقد أبطأ عليه، فلم يلبث أن جاء محمد والإبل فعانقه،
وقال: يا بني لقد جزعت عليك جزعا لم أجزعه على شيء قط، والله لا أبعثك في
حاجة أبدا، ولا تفارقني بعد هذا أبدا
*************
بحيرا الراهب
»
خرج أبو طالب في قافلة تاجرا إلى الشام، فلما تهيأ للرحيل تعلق به رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فرق له أبو طالب وقال: والله لأخرجن به معي ولا
يفارقني ولا أفارقه أبدا. فخرج به معه، فلما نزلت القافلة بصرى وبها راهب
يقال له "بحيرا" في صومعة له، وكان أعلم أهل النصرانية، و كانوا كثيرا ما
يمرون به قبل ذلك فلا يكلمهم ولا يعرض لهم حتى كان ذلك العام، فلما نزلوا
قريبا من صومعته صنع لهم طعاما كثيرا. وذلك أنه رأى رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو في صومعته وفي الركب حين أقبلوا، وغمامة تظله من بين القوم،
ثم أقبلوا فنزلوا في ظل شجرة قريبا منه، فنظر إلى الغمامة حين أظلت الشجرة،
وتدلت أغصان الشجرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استظل تحتها،
فلما رأى ذلك بحيرا نزل من صومعته، ثم أرسل إليهم فقال: إني قد صنعت لكم
طعاما يا معشر قريش فإني أحب أن تحضروا كلكم صغيركم وكبيركم، وعبدكم وحركم.
فقال له رجل منهم: والله يا بحيرا إن لك اليوم لشأنا، فما كنت تصنع هذا
بنا وقد كنا نمر بك كثيرا، فما شأنك اليوم؟ قال له بحيرا: صدقت، كان قد كان
ما تقول، ولكنكم ضيف، وقد أحببت أن أكرمكم وأصنع لكم طعاما فتأكلوا منه
كلكم. فاجتمعوا إليه وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين القوم
لحداثة سنه في رحال القوم تحت الشجرة، فلما نظر بحيرا في القوم لم ير الصفة
التي يعرف ويجد عنده، فقال: يا معشر قريش، لا يتخلفن أحد منكم عن طعامي،
قالوا: يا بحيرا، ما تخلف عنك أحد ينبغي له أن يأتيك إلا غلام ، وهو أحدث
القوم سنا فتخلف في رحالهم، فقال: لا تفعلوا، ادعوه فليحضر هذا الطعام
معكم، فقال رجل من قريش مع القوم: واللات والعزى، إن كان للؤم بنا أن يتخلف
ابن عبد المطلب عن طعام من بيننا ثم قام فاحتضنه وأجلسه مع القوم، فلما
رآه بحيرا جعل يلحظه لحظا شديدا وينظر إلى أشياء من جسده قد كان يجدها عنده
من صفته، حتى إذا فرغ القوم من طعامهم وتفرقوا قام إليه بحيرا فقال له: يا
غلام، أسألك بحق اللات والعزى إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه ـ وإنما قال
له بحيرا ذلك لأنه سمع قومه يحلفون بهما ـ فزعموا أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال له: لا تسألني باللات والعزى، فوالله ما أبغضت شيئا قط
بغضهما فقال له بحيرا: فبالله إلا ما أخبرتني عما أسألك عنه. فقال له:
سلني ما بدا لك. فجعل يسأله عن أشياء من حاله في قومه وهيئته وأموره فجعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره فيوافق ذلك ما عند بحيرا من صفته، ثم
نظر إلى ظهره فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضعه من صفته التي عنده.
فلما فرغ أقبل على عمه أبي طالب فقال له: ما هذا الغلام منك؟ قال: ابني قال
له بحيرا: ما هو بابنك، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيا. قال:
فإنه ابن أخي. قال: فما فعل أبوه؟ قال: مات وأمه حبلى به. قال: صدقت، فارجع
بابن أخيك إلى بلده واحذر عليه يهود، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما عرفت
ليبغنه شرا، فإنه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم! هذا سيد العالمين، هذا
يبعثه الله رحمة للعالمين .فقال أبو طالب: وما علمك بذلك؟ فقال: إنكم حين
أشرفتم من العقبة لم يبق حجر ولا شجر إلا وخر ساجدا، ولا تسجد إلا لنبي،
وإني أعرفه بخاتم النبوة في أسفل غضروف كتفه مثل التفاحة، وإنا نجده في
كتبنا، وسأل أبا طالب أن يرده، ولا يقدم به إلى الشام، خوفا عليه من اليهود
فبعثه عمه مع بعض غلمانه إلى مكة.
*******************
حرب الفجار»
ولخمس عشرة سنة من عمره صلى الله عليه وسلم كانت حرب الفجار بين قريش ومن
معهم من كنانة وبين قيس عيلان ،وكان قائد قريش وكنانة كلها حرب بن أمية
لمكانته فيهم سنا وشرفا ،وكان الظفر في أول الأمر لقيس على كنانة ، وبعد
ذلك كان الظفر لكنانة على قيس، وسميت بحرب الفجار لانتهاك حرمات الحرم
والأشهر الحرم فيها ،وقد حضر هذه الحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وكان ينبل على عمومته، أي يجهز لهم النبل للرمي. كانت حرب الفجار بالنسبة
إلي قريش دفاعا عن قداسة الأشهر الحرم،ومكانة أرض الحرم .وهذه الشعائر بقية
مما احترم العرب من دين إبراهيم وكان احترامها مصدر نفع كبير لهم ، وضمانا
لانتظام مصالحهم وهدوء عداواتهم، ولكن أهل الجاهلية ما لبثوا أن ابتلوا
بمن استباحها، فظلموا أنفسهم بالقتال في تلك الأشهر الحرم، وكانت حرب
الفجار من آثار هذه الاستباحة الجائرة، وقد ظلت أربعة أعوام ،كان عمر محمد
صلى الله عليه وسلم أثناءها بين الخمسة عشر والتسعة عشر.
****************
حلف الفضول »
على إثر حرب الفجار وقع حلف الفضول في ذي القعدة في شهر حرام، تداعت إليه
قبائل من قريش : بنو هاشم وبنو المطلب ،وأسد بن عبدالعزى ، وزهرة بن كلاب ،
وتيم بن مرة ، فاجتمعوا في دار عبدالله بن جدعان التيمي لسنه وشرفه ،
فتعاقدوا وتعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها وغيرهم من سائر
الناس إلا قاموا معه ،وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته ،وشهد هذا
الحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وقال بعد أن أكرمه الله بالرسالة :
لقد شهدت في دار عبدالله بن جدعان حلفا ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو
أدعى به في الإسلام لأجبت
******************
جد في الصبا وكفاح في الشباب
»
عاش محمد صلى الله عليه وسلم مع عمه حياة الكدح فليس من شأن الرجال أن
يقعدوا،.ومن قبله كان المرسلون يأكلون من عمل أيديهم، ويحترفون مهنا شتى
ليعيشوا على كسبها. وقد صح أن محمدا عليه الصلاة والسلام اشتغل صدر حياته
برعي الغنم وقال:كنت أرعاها علي قراريط لأهل مكة، كما ثبت أن عددا من
الأنبياء اشتغل برعايتها، وقد أحاطته العناية الإلهية وهو في تلك السن
المبكرة من جميع مظاهر العبث أو اللهو التي كانت شائعة آنذاك، لقد جمع الله
لنبيه منذ صغره خير ما في طبقات الناس من ميزات ،وكان طرازا رفيعا من
الفكر الصائب والنظر السديد، ونال حظا وافرا من حسن الفطنة وأصالة الفكرة
وسداد الوسيلة والهدف، وكان يستعين بصمته الطويل على طول التأمل وإدمان
الفكرة واستنتاج الحق، وطالع بعقله الخصب وفطرته الصافية صحائف الحياة
وشئون الناس وأحوال الجماعات فأبى ما فيها من خرافة ونأى عنها، ثم عايش
الناس على بصيرة من أمره وأمرهم ، فما وجد حسنا شارك فيه، وإلا عاد إلى
عزلته العتيدة ،فكان لا يشرب الخمر ،ولا يأكل مما ذبح على النصب، ولا يحضر
للأوثان عيدا، ولا احتفالا، بل كان من أول نشأته نافرا من هذه المعبودات
الباطلة ، حتى لم يكن شيء أبغض إليه منها، وحتى كان لا يصبر على سماع الحلف
باللات والعزى. ولا شك أن القدر حاطه بالحفظ، فعندما تتحرك نوازع النفس
لاستطلاع بعض متع الدنيا ،وعندما يرضى باتباع بعض التقاليد غير المحمودة
تتدخل العناية الربانية للحيلولة بينه وبينها، روى ابن الأثير أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: ما هممت بشيء مما كان أهل الجاهلية يعملون غير
مرتين، كل ذلك يحول الله بيني وبينه، ثم ما هممت به حتى أكرمني برسالته،
قلت ليلة للغلام الذي يرعى معي الغنم بأعلى مكة: لو أبصرت لي غنمي حتى أدخل
مكة وأسمر بها كما يسمر الشباب ! فقال :أفعل ، فخرجت حتى إذا كنت عند أول
دار بمكة سمعت عزفا ، فقلت ما هذا ؟ فقالوا عرس فلان بفلانة ، فجلست أسمع
فضرب الله على أذني فنمت ، فما أيقظني إلا حر الشمس فعدت إلى صاحبي فسألني ،
فأخبرته ثم قلت ليلة أخرى مثل ذلك ،ودخلت بمكة فأصابني مثل أول ليلة .. ثم
ما هممت بسوء". وروى البخاري عن جابر بن عبدالله قال: لما بنيت الكعبة ذهب
النبي صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان الحجارة، فقال عباس للنبي صلى الله
عليه وسلم: اجعل إزارك على رقبتك يقيك من الحجارة ففعل فخر إلى الأرض،
وطمحت عيناه إلى السماء (أي نظر لأعلى وتعلقت عيناه بالسماء) ثم أفاق فقال:
إزاري، إزاري، فشد عليه إزاره، فما رؤيت له عورة بعد ذلك. وكان النبي صلى
الله عليه وسلم يمتاز في قومه بخلال عذبة وأخلاق فاضلة، وشمائل كريمة فكان
أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقا، وأعزهم جوارا، وأعظمهم حلما، وأصدقهم
حديثا، وألينهم عريكة (العريكة: الطبيعة والمعاملة) وأعفهم نفسا، وأكرمهم
خيرا، وأبرهم عملا، وأوفاهم عهدا، وآمنهم أمانة، حتى سماه قومه "الأمين"؛
لما جمع فيه من الأحوال الصالحة والخصال المرضية ولما بلغ صلى الله عليه
وسلم الخامسة والعشرين من سنه خرج تاجرا إلى الشام في مال خديجة رضى الله
عنها ، وكانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال ، تستأجر الرجال في
مالها ليتاجروا لها، فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها
من صدق حديثه، وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه، فعرضت عليه أن يخرج في
مال لها إلى الشام تاجرا، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار، مع
غلام لها يقال له ميسرة، فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، وخرج في
مالها ذلك، وخرج معه غلامها ميسرة حتى قدما إلي الشام.
*******************
تـابع زواجه من السيدة خديجة رضى الله عنها
»
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم تاجرا في مال السيدة خديجة، وخرج معه
غلامها ميسرة حتى قدم الشام. فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة
قريبا من صومعة راهب من الرهبان يدعى نسطورا، فاطلع الراهب إلى ميسرة
فقال: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ قال له ميسرة: هذا رجل من
قريش من أهل الحرم. فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي! ثم
باع رسول الله صلى الله عليه وسلم سلعته التي خرج بها، واشترى ما أراد أن
يشتري، ثم أقبل عائدا إلى مكة ، فكان ميسرة إذا كانت الظهيرة واشتد الحر
يرى ملكين يظلانه من الشمس وهو يسير على بعيره، فلما قدم مكة على خديجة
بمالها باعت ما جاء به فربح الضعف أو قريبا. ورأت خديجة في مالها من
الأمانة والبركة ما لم تر قبل هذا، وأخبرها غلامها ميسرة بما رأى فيه صلى
الله عليه وسلم من خلال عذبة، وشمائل كريمة، وفكر راجح، ومنطق صادق، ونهج
أمين، وعرفت أنها وجدت ضالتها المنشودة ـ وكان السادات والرؤساء يحرصون على
زواجها، فتأبى عليهم ذلك ـ فتحدثت بما في نفسها إلى صديقتها نفيسة بنت
منية، وهذه ذهبت إليه صلى الله عليه وسلم تفاتحه أن يتزوج خديجة، فرضي
بذلك، وكلم أعمامه فذهبوا إلى عم خديجة وخطبوها إليه، وعلى إثر ذلك تم
الزواج، وحضر العقد بنو هاشم ورؤساء مضر، وذلك بعد رجوعه من الشام بشهرين،
وأصدقها عشرين من الإبل، وكانت سنها إذ ذاك أربعين سنة،وكانت يومئذ أفضل
نساء قومها نسبا وثروة وعقلا، وهي أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله
عليه وسلم ،ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت. وقد استأنف محمد عليه الصلاة
والسلام ما ألفه بعد زواجه من حياة التأمل والعزلة. وهجر ما كان عليه العرب
في احتفالاتهم الصاخبة من إدمان ولغو وقمار، وإن لم يقطعه ذلك عن إدارة
تجارته،وتدبير معايشه، والضرب في الأرض والمشي في الأسواق. إن حياة الرجل
العاقل وسط جماعة طائشة تقتضي ضروبا من الحذر والروية، وخصوصا إذا كان
الرجل علي خلق عظيم يتسم بلين الجانب وبسط الوجه
*********************
بناء الكعبة وقضية التحكيم
»
ولخمس وثلاثين سنة من مولده صلى الله عليه وسلم قامت قريش ببناء الكعبة
،وذلك لأن الكعبة كانت عبارة عن حجارة مرصوصة ارتفاعها تسعة أذرع من عهد
إسماعيل ،ولم يكن لها سقف ، فسرق بعض اللصوص كنزها الذي كان في جوفها ،
وكانت مع ذلك قد تعرضت ـ باعتبارها أثرا قديما ـ للعوامل الجوية التي أضعفت
بنيانها ، وصدعت جدرانها . وقبل بعثه صلى الله عليه وسلم بخمس سنين جرف
مكة سيل عرم ، انحدر إلى البيت الحرام ،فأوشكت الكعبة منه على الانهيار
فاضطرت قريش إلى تجديد بنائها حرصا على مكانتها ،واتفقوا على أن لا يدخلوا
في بنائها إلا طيبا ،فلا يدخلوا فيها مهر بغي ،ولا بيع ربا ،ولا مظلمة أحد
من الناس ، وكانوا يهابون هدمها ، فابتدأ بها الوليد بن المغيرة المخزومي
،وتبعه الناس لما رأوا أنه لم يصبه شيء ، ولم يزالوا في الهدم حتى وصلوا
إلى قواعد إبراهيم ،ثم أرادوا الأخذ في البناء ،فجزأوا الكعبة وخصصوا لكل
قبيلة جزءا منها فجمعت كل قبيلة حجارة على حدة وأخذوا يبنونها ،وتولى
البناء بناء رومي اسمه باقوم، ولما بلغ البنيان موضع الحجر الأسود اختلفوا
فيمن يمتاز بشرف وضعه في مكانه واستمر النزاع أربع ليال أو خمسا واشتد حتى
كاد يتحول إلى حرب ضروس في أرض الحرم، إلا أن أبا أمية بن المغيرة المخزومي
عرض عليهم أن يحكموا فيما شجر بينهم أول داخل عليهم من باب المسجد فارتضوه
،وشاء الله أن يكون ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأوه هتفوا :
هذا الأمين رضيناه ، هذا محمد ، فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر طلب رداء
،فوضع الحجر وسطه وطلب من رؤساء القبائل المتنازعين أن يمسكوا جميعا بأطراف
الرداء ،وأمرهم أن يرفعوه ، حتى إذا أوصلوه إلى موضعه أخذه بيده فوضعه في
مكانه، وكان هذا حلا حصيفا رضى به القوم. ولم تكف النفقة الطيبة التي
أخرجتها قريش تكاليف البناء، فأخرجوا من الجهة الشمالية نحوا من ستة أذرع
،وهي التي تسمي بالحجر والحطيم ،ورفعوا بابها من الأرض لئلا يدخلها إلا من
أرادوا ،ولما بلغ البناء خمسة عشر ذراعا سقفوه على ستة أعمدة
***********************
في غار حراء »
لما تقاربت سنه صلى الله عليه وسلم الأربعين، كانت تأملاته الماضية قد وسعت
الشقة العقلية بينه وبين قومه، وحبب إليه الخلاء، فكان يأخذ السويق (هو
طعام الخبز والشعير) والماء ويذهب إلى غار حراء في جبل النور، على مبعدة
نحو ميلين من مكة، ومعه أهله قريبا منه، فيقيم فيه شهر رمضان، يطعم من جاءه
من المساكين، ويقضي وقته في العبادة والتفكير فيما حوله من مشاهد الكون،
وفيما وراءها من قدرة مبدعة، وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك
المهلهلة، وتصوراتها الواهية، ولكن ليس بين يديه طريق واضح، ولا منهج محدد،
ولا طريق قاصد يطمئن إليه ويرضاه. وكان اختياره صلى الله عليه وسلم لهذه
العزلة طرفا من تدبير الله له، وليعده لما ينتظره من الأمر العظيم، ولا بد
لأي روح يراد لها أن تؤثر في واقع الحياة البشرية فتحولها وجهة أخرى. لابد
لهذه الروح من خلوة وعزلة بعض الوقت، وانقطاع عن شواغل الأرض وضجة الحياة،
وهموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياة. وهكذا دبر الله لمحمد صلى الله عليه
وسلم وهو يعده لحمل الأمانة الكبرى ،وتغيير وجه الأرض ، وتعديل خط
التاريخ، دبر له هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات ، ينطلق في
هذه العزلة شهرا من الزمان ، مع روح الوجود الطليقة ،ويتدبر ما وراء الوجود
من غيب مكنون ، حتى يحين موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن الله .
ولما تكامل له أربعون سنة بدأت آثار النبوة تلوح وتتلمع له من وراء آفاق
الحياة ،وتلك الآثار هي الرؤيا ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح
،حتى مضت على ذلك ستة أشهر، ويروى عنه صلى الله عليه وسلم: إني لأعرف حجرا
بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث. فلما كان رمضان من السنة الثالثة من عزلته
صلى الله عليه وسلم بحراء شاء الله أن يفيض من رحمته على أهل الأرض ،
فأكرمه بالنبوة ،وأنزل إليه جبريل بآيات من القرآن. وكان ذلك على أرجح
الأقوال يوم الاثنين لإحدى وعشرين ليلة مضت من شهر رمضان ليلا ،ويوافق
العاشر من أغسطس سنة عشر وستمائة للميلاد، وكان عمره صلى الله عليه وسلم إذ
ذاك بالضبط أربعين سنة قمرية، وستة أشهر، واثني عشر يوما ،وذلك نحو تسع
وثلاثين سنة شمسية وثلاثة أشهر واثني عشر يوما. ولنستمع إلى عائشة الصديقة
رضي الله تعالى عنها تروى لنا قصة هذا الحدث العظيم الذي كان شعلة من النور
غيرت مجرى الحياة وعدلت خط التاريخ، قالت عائشة رضي الله عنها: أول ما بدئ
به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان
لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ،ثم حبب إليه الخلاء ، وكان يخلو بغار
حراء ، فيتحنث فيه (أي يتعبد) الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع (أي يرجع)
إلى أهله ، ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها ، حتى جاءه الحق
وهو في غار حراء ، فجاءه الملك فقال : اقرأ ، قال: ما أنا بقارئ، قال:
فأخذني فغطني (أي عصره عصرا شديدا) حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال :
اقرأ ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم
أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ!؟ فأخذني فغطني الثالثة ، ثم
أرسلني فقال اقرأ باسم ربك الذي خلق . خلق الإنسان من علق اقرأ وربك
الأكرم,الذي علم بالقلم ,علم الإنسان مالم يعلم ) فرجع بها رسول الله صلى
الله عليه وسلم يرجف فؤاده ، فدخل على خديجة بنت خويلد فقال : زملوني
زملوني (أي غطوني) فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، فقال لخديجة ،مالي وأخبرها
الخبر ، لقد خشيت على نفسي ، فقالت خديجة كلا ، والله ما يخزيك الله أبدا
إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل (أي يحمل عن غيره ما يهمه من الأمور) وتكسب
المعدوم وتقري الضيف (أي تكرمه) وتعين على نوائب الحق ، فانطلقت به خديجة
حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة ـ وكان امرءا
تنصر في الجاهلية ،وكان يكتب الكتاب العبراني ، فيكتب من الإنجيل
بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ،وكان شيخا كبيرا قد عمي ـ فقالت له خديجة
يا ابن عم ! اسمع من ابن أخيك ، فقال له ورقة : يا ابن أخي ماذا ترى ؟
فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى ، فقال له ورقة : هذا
الناموس (الناموس: صاحب سر الملك، كناية عن جبريل عليه السلام لأنه المختص
بإبلاغ الوحي عن الله تعالى) الذي نزله الله على موسى ، يا ليتني فيها جذعا
(أي شابا قويا) ليتنى أكون حيا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: أو مخرجي هم ؟ قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي
، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ، ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي
(الفتور: الضعف، والمراد انقطع). وكان انقطاع الوحي مدة أيام سميت بزمن
الفترة.
****************
انقطاع الوحي ثم عودته
»
وانقطع الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بقي رسول الله صلى الله
عليه وسلم في أيام الفترة كئيبا محزونا ، تعتريه الحيرة والدهشة ، فقد روى
البخاري في كتاب التعبير ما نصه : وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله
عليه وسلم فيما بلغنا حزنا عدا (أي جرى) منه مرارا كي يتردى من رءوس شواهق
الجبال ، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي نفسه منه تبدى له جبريل فقال : يا
محمد إنك رسول الله حقا ،فيسكن لذلك جأشه (أي قلبه) وتقر نفسه ، فيرجع
،فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك ،فإذا أوفي بذروة الجبل تبدى له
جبريل فقال له مثل ذلك. قال ابن حجر : وكان ذلك (أي انقطاع الوحي) أياما
ليذهب ما كان صلى الله عليه وسلم وجده من الروع (أي الخوف) وليحصل له
التشوف إلى العود، فلما تقلصت ظلال الحيرة ، وثبتت أعلام الحقيقة ،وعرف صلى
الله عليه وسلم معرفة اليقين أنه أضحى نبي الله الكبير المتعال ، وأن ما
جاءه سفير الوحي ينقل إليه خبر السماء، وصار تشوفه وارتقابه لمجيء الوحي
سببا في ثباته واحتماله عندما يعود ، جاءه جبريل للمرة الثانية ، روى
البخاري عن جابر بن عبدالله أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عن
فترة الوحي ، قال: فبينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري قبل
السماء ، فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض ،
فجثثت (أي فزعت) منه حتى هويت إلى الأرض ، فجئت أهلي فقلت : زملوني (أي
غطوني) زملوني ،فزملوني ، فأنزل الله تعالى: يا أيها المدثر إلى قوله
فاهجر، ثم حمي الوحي وتتابع.
*********************************
تــــابع الرعيل الأول»
بدأ النبي صلى الله عليه وسلم يستجيب لأمر الله فاخذ يدعو إلي عبادة الله
وحده ونبذ الأصنام، ولكنه كان يدعو إلى ذلك سرا حذرا من وقع المفاجأة علي
قريش التي كانت متعصبة لشركها ووثنيتها، فلم يكن عليه السلام يظهر الدعوة
في المجالس العمومية لقريش، ولم يكن يدعو إلا من كانت تشده إليه صلة قرابة
أو معرفة سابقة. وكان من الطبيعي أن يعرض الرسول صلى الله عليه وسلم
الإسلام أولا على ألصق الناس به وآل بيته ، وأصدقائه، فدعاهم إلى الإسلام
،ودعا إليه كل من توسم فيه خيرا ممن يعرفهم ويعرفونه ، يعرفهم بحب الحق
والخير ويعرفونه بتحري الصدق والصلاح، فأجابه من هؤلاء الذين لم تخالجهم
ريبة قط في عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم وجلالة نفسه وصدق خبره جمع
عرفوا في التاريخ الإسلامي بالسابقين الأولين ،وفي مقدمتهم زوجة النبي صلى
الله عليه وسلم أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ،ومولاه زيد بن حارثة بن
شرحبيل الكلبي وابن عمه علي بن أبي طالب ـ وكان صبيا يعيش في كفالة الرسول ـ
وصديقه الحميم أبو بكر الصديق . أسلم هؤلاء في أول يوم من أيام الدعوة .
ثم نشط أبو بكر في الدعوة إلى الإسلام ،وكان رجلا مؤلفا محببا سهلا ، ذا
خلق ومعروف ،وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لعلمه بالأنساب ولتجارته ،
ولحسن مجالسته ، فجعل يدعو من يثق به من قومه ممن يأتيه ويجلس إليه ، فأسلم
بدعوته عثمان بن عفان الأموي ، وال......ير بن العوام الأسدي ،وعبد الرحمن
بن عوف ، وسعد بن أبي وقاص الزهريان ، وطلحة بن عبيد الله التيمي . فكان
هؤلاء النفر الثمانية الذين سبقوا الناس هم الرعيل الأول وطليعة الإسلام .
ومن أوائل المسلمين بلال بن رباح الحبشي ، ثم تلاهم أمين هذه الأمة أبو
عبيدة عامر بن الجراح من بني الحارث بن فهر ، وأبو سلمة بن عبد الأسد ،
والأرقم بن أبي الأرقم المخزوميان ،وعثمان بن مظعون وأخواه قدامة وعبد الله
، وعبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف، وسعيد بن زيد العدوي ،وامرأته
فاطمة بنت الخطاب العدوية أخت عمر بن الخطاب ،وخباب بن الأرت وعبد الله بن
مسعود الهذلي وخلق سواهم، وأولئك هم السابقون الأولون ،وهم من جميع بطون
قريش وعدهم ابن هشام أكثر من أربعين نفرا ثم دخل الناس في الإسلام رجالا
ونساء حتى فشا ذكر الإسلام بمكة، وتحدث به. أسلم هؤلاء سرا وكان الرسول صلى
الله عليه وسلم يجتمع بهم ويرشدهم إلى الدين متخفيا ؛ لأن الدعوة كانت لا
تزال فردية وسرية ، وكان الوحي قد تتابع وحمى نزوله بعد نزول أوائل المدثر
،وكانت الآيات وقطع السور التي تنزل في هذا الزمان آيات قصيرة ، ذات فواصل
رائعة منيعة ،وإيقاعات هادئة خلابة، تتناسق مع ذلك الجو الهامس الرقيق ،
تشتمل على تحسين تزكية النفوس ،وتقبيح تلويثها برذائل الدنيا، تصف الجنة
والنار كأنهما رأى عين ، تسير بالمؤمنين في جو آخر غير الذي كان فيه
المجتمع البشري آنذاك .
******************
الصلاة»
كان في أوائل ما نزل في الإسلام الأمر بالصلاة ، قال مقاتل بن سليمان: فرض
الله في أول الإسلام الصلاة ركعتين بالغداة وركعتين بالعشى ،لقوله تعالى : (
وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار) وعن زيد بن حارثة : أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم في أول ما أوحي إليه أتاه جبريل ، فعلمه الوضوء ، فلما فرغ من
الوضوء أخذ غرفة من ماء فنضح بها فرجه ،وكان ذلك من أول الفريضة . وذكر بعض
أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى
شعاب مكة، وخرج معه على بن أبي طالب مستخفيا من أبيه ومن جميع أعمامه وسائر
قومه فيصليان الصلوات فيها، فإذا أمسيا رجعا، فمكثا كذلك ما شاء الله أن
يمكثا، ثم إن أبا طالب عثر عليهما يوما وهما يصليان، فقال لرسول الله صلى
الله عليه وسلم: يا ابن أخي، ما هذا الدين الذي أراك تدين به؟ قال: أي عم،
هذا دين الله ودين ملائكته ودين رسله ودين أبينا إبراهيم بعثني الله به
رسولا إلى العباد، وأنت يا عم أحق من بذلت له النصيحة، ودعوته إلى الهدى،
وأحق من أجابني إليه وأعانني عليه، فقال أبو طالب: أي ابن أخي، إني لا
أستطيع أن أفارق دين آبائي وما كانوا عليه، ولكن والله لا يخلص إليك بشيء
تكرهه ما بقيت.
*********************

خبر الدعوة يصل إلي قريش إجمالا»
ترامت أنباء الدعوة إلى قريش فلم تعرها اهتماما ،ولعلها حسبت محمدا صلى
الله عليه وسلم أحد أولئك الديانين الذين يتكلمون في الألوهية وحقوقها ،
كما صنع أمية بن أبي الصلت ،وقس بن ساعدة ،وعمرو بن نفيل وأشباههم ، إلا
أنها توجست خيفة من ذيوع خبره وامتداد أثره ،وأخذت ترقب على الأيام مصيره
ودعوته . وظل النبي صلي الله عليه وسلم يدعو إلي الإسلام سرا مدة ثلاث
سنوات.
******************
الجهر بالدعوة
»
مرت ثلاث سنين والدعوة لم تزل سرية وفردية ،وخلال هذه الفترة تكونت جماعة
من المؤمنين تقوم على الأخوة والتعاون ،وتبليغ الرسالة وتمكينها من مقامها،
ثم نزل الوحي يكلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعالنة قومه ، ومجابهة
باطلهم ومهاجمة أصنامهم . وأول ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد
نزول هذه الآية أنه دعا بني هاشم فحضروا ومعهم نفر من بني المطلب بن عبد
مناف فكانوا خمسة وأربعين رجلا . فبادره أبو لهب وقال : وهؤلاء هم عمومتك
وبنو عمك فتكلم ودع الصباة واعلم أنه ليس لقومك بالعرب قاطبة طاقة ، وأنا
أحق من أخذك، فحسبك بنو أبيك (أي اقصر دعوتك على أهلك فقط) ،وإن أقمت على
ما أنت عليه فهو أيسر عليهم من أن يثب بك بطون قريش ، وتمدهم العرب ، فما
رأيت أحدا جاء على بني أبيه بشر مما جئت به ، فسكت رسول الله صلى الله عليه
وسلم ،ولم يتكلم في ذلك المجلس . ثم دعاهم ثانية وقال " الحمد لله أحمده
وأستعينه ،وأومن به ، وأتوكل عليه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له ثم قال : إن الرائد لا يكذب أهله والله الذي لا إله إلا هو ، إنى رسول
الله إليكم خاصة وإلى الناس عامة ،والله لتموتن كما تنامون ، ولتبعثن كما
تستيقظون ، ولتحاسبن بما تعملون ،وإنها الجنة أبدا أو النار أبدا ، "فقال
أبو طالب ": ما أحب إلينا معاونتك ،وأقبلنا لنصيحتك ,وأشد تصديقنا لحديثك
،وهؤلاء بنو أبيك مجتمعون ، وإنما أنا أحدهم غير أني أسرعهم إلى ما تحب ،
فامض لما أمرت به فوالله لا أزال أحوطك وأمنعك ، غير أن نفسي لا تطاوعني
على فراق دين عبد المطلب . فقال أبو لهب : هذه والله السوءة ، خذوا على
يديه قبل أن يأخذ غيركم ، فقال أبو طالب :والله لنمنعه ما بقينا

على جبل الصفا
»
وبعدما تأكد النبي صلى الله عليه وسلم من تعهد أبي طالب بحمايته ، وهو يبلغ
عن ربه ، قام يوما على الصفا فصرخ : يا صباحاه : فاجتمع إليه بطون قريش،
فدعاهم إلى التوحيد والإيمان برسالته وباليوم الآخر. وقد روى البخاري طرفا
من هذه القصة عن ابن عباس . قال: لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين) صعد
النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا ، فجعل ينادي يا بني فهر‍ يا بنى عدي
لبطون قريش، حتى اجتمعوا فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر
ما هو؟ فجاء أبو لهب وقريش .فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم :أرأيتكم
لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم ، أكنتم مصدقي؟ قالوا : نعم
، ما جربنا عليك إلا صدقا ،قال : فإنى نذير لكم بين يدي عذاب شديد . فقال
أبو لهب تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا ؟ فنزلت ( تبت يدا أبي لهب ) . هذه
الصيحة العالية هي غاية البلاغ ، فقد أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم
لأقرب الناس إليه أن التصديق بهذه الرسالة هو حياة الصلات بينه وبينهم .
وأن عصبية القرابة التي يقوم عليها العرب ذابت في حرارة هذا الإنذار الآتي
من عند الله. ولم يزل هذا الصوت يرتج دويه في أرجاء مكة حتى نزل قوله تعالى
: ( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين ) [15 : 94] فقام رسول الله صلى
الله عليه وسلم يعكر على خرافات الشرك وترهاته ،ويذكر حقائق الأصنام وما
لها من قيمة في الحقيقة ،يضرب بعجزها الأمثال ، ويبين بالبينات أن من عبدها
وجعلها وسيلة بينه وبين الله فهو في ضلال مبين
*****************
رد فعل المشركين »
انفجرت مكة بمشاعر الغضب ، وماجت بالغرابة والاستنكار ، حين سمعت صوتا يجهر
بتضليل المشركين وعباد الأصنام كأنه صاعقة قصفت السحاب ، فرعدت وبرقت
وزلزلت الجو الهادئ وقامت قريش تستعد لحسم هذه الثورة التي اندلعت بغتة ،
ويخشي أن تأتى على تقاليدها وموروثاتها . ولكن ماذا سيفعلون أمام رجل صادق
أمين ، أعلى مثل للقيم البشرية ولمكارم الأخلاق ، لم يعرفوا له نظيرا ولا
مثيلا خلال فترة طويلة من تاريخ الآباء والأقوام ؟ ماذا سيفعلون ؟ تحيروا
في ذلك وحق لهم أن يتحيروا . فاجتمعت قريش للنبي صلي الله عليه وسلم يوما ،
فقالوا : انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر ، فليأت هذا الرجل الذي قد
فرق جماعتنا ، وشتت أمرنا ، وعاب ديننا ، فليكلمه ولينظر ما يرد عليه ،
قالوا : ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة ، قالوا : أنت يا أبا الوليد ،
فأتاه عتبة فقال : يا محمد أنت خير أم عبد الله ؟ فسكت الرسول صلي الله
عليه وسلم قال : أنت خير أم عبد المطلب ؟ فسكت الرسول صلي الله عليه وسلم
قال : فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبت ، وإن كنت
تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع قولك ، أما والله ما رأينا سخطة أشأم علي
قومك منك ، فرقت جماعتنا ، وشتت أمرنا ، وعبت ديننا ، وفضحتنا في العرب
حتى طار فيهم أن في قريش ساحرا ، وأن في قريش كاهنا ، ما ينتظر إلا مثل
صيحة الحبلى بأن يقوم بعضنا لبعض بالسيوف حتى نتفانى ، أيها الرجل : إن كان
إنما بك الحاجة جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أغني قريشا رجلا, وإن كان
إنما بك الباءة فاختر آي نساء قريش فنزوجك عشرا ، فقال له الرسول صلي الله
عليه وسلم : أفرغت ؟ قال : نعم فقال رسول صلي الله عليه وسلم : ( حم *
تنزيل من الرحمن الرحيم ) حتى بلغ ( فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل
صاعقة عاد وثمود ) فقال عتبة : حسبك ، ما عندك غير هذا ؟ قال : لا، فرجع
إلي قريش فقالوا : ما وراءك ؟ فقال : ما تركت شيئا أرى أنكم تكلمونه به إلا
كلمته ، قالوا : هل أجابك ؟ قال : نعم ، قال : والذي نصبها بنية ما فهمت
شيئا مما قال غير أنه قال أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ، قالوا :
ويلك يكلمك رجل بالعربية فلا تدرى ما قال ، قال : لا والله ما فهمت شيئا
مما قال غير ذكر الصاعقة . وبعد إدارة فكرتهم لم يجدوا سبيلا إلا أن يأتوا
إلى عمه أبي طالب فيطلبوا منه أن يكف ابن أخيه عما هو فيه ، ورأوا لإلباس
طلبهم لباس الجد والحقيقة أن يقولوا إن الدعوة إلى ترك آلهتهم ، والقول
بعدم نفعها وقدرتها سبة قبيحة وإهانة شديدة لها ، وفيه تسفيه وتضليل
لآبائهم الذين كانوا على هذا الدين ، وجدت قريش هذا السبيل فتسارعوا إلى
سلوكها . فمشى رجال من أشراف قريش إلى أبي طالب ، فقالوا : يا أبا طالب إن
ابن أخيك قد سب آلهتنا وعاب ديننا وسفه أحلامنا ، وضلل آباءنا فإما أن تكفه
عنا ، وإما تخلي بيننا وبينه ، فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه ،
فنكفيكه فقال أبو طالب قولا رقيقا وردهم ردا جميلا فانصرفوا عنه ، ومضى
رسول صلي الله عليه وسلم على ما هو عليه ، يظهر دين الله ويدعو إليه
*************************
تـابع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://vb.wwearab.com/
SeRixX
رئيس الشبكة
رئيس الشبكة
SeRixX


عدد المساهمات : 411
نقــــــــــــــــــــاطـــــــــــي : 529
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 24/07/2011
العمر : 26
الموقع : http://vb.wwearab.com/

 قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( كاملة ) ارجو التقيييم Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( كاملة ) ارجو التقيييم    قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( كاملة ) ارجو التقيييم Icon_minitime1السبت مارس 31, 2012 2:09 pm

وين الردود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://vb.wwearab.com/
 
قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ( كاملة ) ارجو التقيييم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  اسماء الرسول صلى الله عليه وسلم ومعانيها
»  زينب بنت رسول الله" رضي الله عنها وصلى وسلم على ابيها"
» ارجو من الاعضاء التسجيل في التحديات
»  أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه
» حصريا مبارة كين ضد كين كاملة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة عالم المصارعة :: الاقسام العامة :: القسم الاسلامي-
انتقل الى: